الزوجة المقتصدة سر نجاح العلاقة

1 التوجيهات الإسلامية لإنفاق المال 





  


  تعتبر الحياة الزوجية بمثابة جسر قديم متهالك يوشك على الإنهيار ، فمن واجب المار منه أن ينتبه لخطواته ، لاسيما عندما يكون هنالك ماران  ، فالأجدر بهما  إمساك التوازن كي لايكونا عرضة للسقوط . أصبح التباهي بالنقوذ الكثيرة والثروة الطائلة والسيارات الفخمة، الطابع الذي يكسو مجتمعاتنا في زمننا الحالي ، فمن النادر أن تجد امرأة قنوعة ترضى بالقليل وتعرف كيفية التعامل مع مال زوجها بحسن التدبير وعدم الإسراف . 

   


   وضع الله سبحانه وتعالى توجيهات واضحة في القرآن الكريم بشأن كيفية التعامل مع المال، حيث دعا المؤمنين إلى الإنفاق بحسب قدرتهم، وأكد على أن الله لا يكلف النفس إلا ما استطاعت، كما جاء في قوله الكريم: "لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّـهُ ۚ لَا يُكَلِّفُ اللَّـهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ۚ سَيَجْعَلُ اللَّـهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا" (الطلاق: 7).


   المرأة المسلمة تفتخر بما قسم الله لها، فالثروة الحقيقية هي راحة النفس والرضا، والقناعة بما قدر الله، وهذا هو الكنز الحقيقي الذي لا يمكن شراؤه بالمال. لذلك، يجب أن تكون المرأة الصالحة عوناً لزوجها، داعمة له ولأهله، وتسير على منهاج النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الرضا والقناعة.


  


 وفي هذا السياق، ننبه إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أشار فيه إلى ضرورة النظر إلى الأقل حظاً منا، وعدم المقارنة بالأثرياء، لأنهم قد تجنبوا العديد من التحديات والضغوطات التي نواجهها. وفي حكمته المعهودة، أكد على عدم تجاهل نعم الله علينا، والتوجه نحو القناعة والشكر.



   لذا، فلتتذكر المرأة الصالحة كيف كان يعيش النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه الطيبات، حيث كانوا يعيشون بسيطين وقناعين، ولكنهم كانوا أكثر سعادة ورضا من الكثيرين. فلنكن قدوة في الرضا والقناعة، ولنسعى لحياة مباركة تمتلئ بالسعادة والرضا بما قدره الله لنا.

 

2 الإسراف في رمضان 





    وجَّه الله تعالى في القرآن تحذيرًا صريحًا من بعض السلوكيات الضارة، من بينها التبذير والإسراف، بسبب تجاهلها لنِعم الله وإهدارها دون فائدة. ينصح القرآن الكريم بضبط النفقات وعدم الإسراف، مؤكدًا أن الله لا يحب المسرفين قال تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَ‌بُوا وَلَا تُسْرِ‌فُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِ‌فِينَ} (سورة الأعراف: 31)، وأنه ينبغي توزيع الثمار والموارد بالتساوي وبعدالة {كُلُوا مِن ثَمَرِ‌هِ إِذَا أَثْمَرَ‌ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِ‌فُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِ‌فِينَ} (سورة الأنعام: 141).

   رغم أن شهر رمضان المبارك يجب أن يكون فرصة للتقرب إلى الله وتقدير نِعمه، إلا أن بعض المسلمين ينخرطون في الإسراف خلال هذا الشهر، بتضخيم فعاليات الطعام والشراب، مما يؤدي إلى هدر الطعام والمال في حين يعاني آخرون من الجوع والحاجة.


الإسراف في رمضان ليس مقتصرًا على الطبقات الميسورة، بل يمتد لكافة الفئات، ما يعكس التبذير والاستهتار بالموارد. يتطلب علاج هذه الظاهرة الوقوف عند قيم الصيام والتفكير في أهدافه، والمحاسبة الذاتية لضبط الإنفاق والتقليل من الهدر.
   من الضروري الاقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم في التواضع والاعتدال في الإنفاق خلال رمضان، مع التذكير بضرورة مساعدة المحتاجين وتفادي الاستعراض الزائد.
إذا تبنى المجتمع مبادئ الاقتصاد الإسلامي في رمضان، فسيكون لذلك آثار إيجابية، بما في ذلك قبول الصيام والعبادات، وتخفيف الديون والحفاظ على الاستقرار المالي.
باختصار، يجب على المسلمين في رمضان أن يتجنبوا الإسراف والتبذير، وأن يتذكروا أهداف الصيام والتقرب إلى الله، وأن يسعوا لمساعدة الآخرين وتوفير الموارد بحكمة وعدالة.

3 استراتيجيات للإدخار 

فيما يتعلق بموضوع الادخار بسرية، تشير بعض النساء إلى التحديات التي واجهنها في هذا الجانب. تروي  موظفة ومتزوجة، تجربتها بأنها كانت تشعر بالإحراج عندما كانت تحتاج إلى طلب النقود من زوجها لشراء هدايا في المناسبات العائلية. تؤكد  أن المسائل المالية تُشكل مصدرًا للحرج، خاصة بالنسبة للنساء في دورهن كربات المنزل، حيث يتهمن بالإسراف دومًا، وينتج عن ذلك صراعات زوجية.


وتشير إلى حادثة حيث اقترضت من والدتها دون علم زوجها، واستخدمت هذا المبلغ في شراء هدية، وعندما كشفت الحقيقة، فاجأها زوجها بتفهمه وسعادته، مما دفعها لإعادة النظر في نمط حياتها المالي والتوجه نحو الادخار.


من جهتها، تشير ربة منزل، إلى تحدياتها مع زوجها الذي يعيش بمبدأ الإنفاق الزائد، ورغم ذلك، فإنها بدأت في اقتناص فرص الادخار من مصروف البيت لضمان مستقبل أولادها.


وتعتبر  موظفة، أن الادخار يمثل سببًا للمشاكل مع زوجها، حيث اعتبرها زوجها بالاختلاس عندما علم بأنها تدخر من مصروف البيت، مما يُظهر التوترات الزوجية المرتبطة بمسألة الادخار.


من جانبه موظف ومتزوج، أن الادخار بدون علم الزوج يؤدي إلى انعدام الثقة، ويُشكل خطرًا على العلاقة الزوجية . يشير الريامي إلى أهمية فتح حساب توفير مشترك مع الزوجة لتحقيق التفاهم والشفافية.


ومن جانبه، يعتبر حمزة الزردومي، موظف ومتزوج، أن اخفاء الادخار من الزوجة يعتبر خيانة، حيث يرى أنه ينبغي على الشريكين في العلاقة الزوجية  مشاركة بعضهما البعض في قرارات الادخار والإنفاق.


تظهر هذه الآراء كيف تمثل مسألة الادخار بسرية تحديات للعديد من الأزواج، وقد يكون تفاهمهم وشفافيتهم في هذا الجانب مفتاحًا للحفاظ على العلاقة الزوجية وتحقيق الاستقرار المالي للأسرة.

إليك  المزيد من خطوات تنظيم النفقات الشهرية:


1. قم بتحديد جميع النفقات الثابتة في الشهر، مثل القروض، والإيجار، وتكاليف المواد الغذائية.


2. أعِد قائمة بالضروريات التي لا يمكن الاستغناء عنها، وحسب تكلفتها التقريبية.


3. قم بحساب الإجمالي بعد تقدير نفقات النقاط السابقة.


4. حدّد الأشياء التي يجب شراؤها، بترتيب تنازلي من الأهمية، مع التركيز على الضروريات وتجنب الإنفاق الزائد.


5. قم بإنشاء ميزانية قابلة للتطبيق، تحدد فيها كيفية قياس نفقاتك وتخطيط إنفاقك، وتحديد دخلك بشكل دقيق.


6. التزم بالميزانية المحددة لنفسك طوال الشهر، وقد يكون من المفيد تقسيم المبالغ النقدية بشكل أسبوعي أو يومي.


7. استخدم متتبع نفقات مجاني للمساعدة في بدء تنظيم النفقات.


باتباع هذه الخطوات، يمكنك تحقيق تنظيم فعّال لنفقاتك وتحقيق أهدافك المالية بكفاءة.






تعليقات